السبت، ديسمبر 14، 2013

حكايا شتوية لا تنتهى .. ! :)

[12.ديسمبر.2013]
"عارف انى لما بصطبح بيك بعرف إن اليوم هيبقى حلو ؟؟ :)" 
أبرز الأحداث لهذا الشهر .. المطر الغزير بالأمس .. و الدهشة الصباحية بتفردها لهذا اليوم !
.. .. ..

الثامنة مساءاً .. تهبط من العمل لتجد العاصفة بالخارج .. تقف لثانية لتستوعب المشهد .. من ثم تبتسم فى جذل و تبدأ فى السير .. تنظر فى الأضواء المتناثرة حولها فتتبدى لها غزارة القطرات المنهمرة.. بهجة تتساقط من السماء .. البرد يحتضن روحها و يصعد أعلى فأعلى .. و الأرض تحتها غير مستقرة و رأسها تطفو .. كأنها تدور فى رقصة صوفية .. تعود بها الحالة فوراً إلى حالة مشابهة فى الشتاء الماضى .. بالرغم من افتقادها للصحبة هذة المرة .. تتعاقب على ذهنها شتاءات أخرى كثيرة .. 
تجتمع عليها كل المشاعر فلا تعود قادرة على تفكيكها و التعرف على كل منها على حدة، فتترك نفسها للفيض المتشابك .. تتمنى لو طال الطريق .. و تبطئ فى السير بينما ينظر إليها المارة بإندهاش .. تعبر بجوار ثلاثة أشخاص مختبئين من المطر تحت شرفة فتكتم ضحكتها و تواصل السير .. تقترب من المنزل فتقف خارجاً كمن ينهل القطرات الأخيرة من فيض العطاء .. و عندما تصعد أخيراً، تدلف إلى البيت لا تقوى على طى أصابعها .. جسدها تساوى فى الحرارة مع ندف الثلج الرقيق بالخارج .. يرتعب الجمع من مظهر ملابسها المبللة .. تنفض الماء عنها و ترفع رأسها إليهم فتخرج الضحكة من قلبها صافية .. 
تنطق الجملة الأولى بحروف تقطر بهجة: "خدت شوية مطرة زى الفل ! ^_^"
.. .. ..

فى الصباح التالى .. صباح رائق شفيف الزرقة .. و فتاة ذات رداء طويل تمشى بحذر وسط بقايا المطر من الليلة السابقة .. تحاذر الإنزلاق و تراقص نتوءات الأرض المتعرجة .. الهواء البارد يعبث معها فتكتم الضحك كى لا يظنها الناس مجنونة .. و عندما أوشكت على الوصول إلى وجهتها، انحرفت أمامها سيارة أجرة و فٌتح بابها ليخرج منها هو بالذات .. لا يراها من خلف ظهره ..
تقف لتبتسم بكل ما يسعها و تبادره فور الإلتفات: "إيه رأيك فى الإصطباحة دى بقى؟! :))"
.. .. ..

و ليلتها جلست تحكى وتنصت إلى حكايا قديمة .. و بضع أحلام استقرت فى القلب ..  بكت كل الدمع المحتبس منذ أشهر فى دفقة واحدة .. و بعدها نبت لها جناحان و ابتسمت .. كانت تلك جلسة تطهير روحية استمرت قرابة الست ساعات و آتت أٌكلها .. ديسمبر أيها العزيز .. فلـتـطِل أيامك أكـثـر ! :)