الثلاثاء، يوليو 17، 2012

تـداعـيـات كـتـابـة [1] .. ! :)


اذن .. انتهت أعوام الجامعة _أفضل مما توقعت و لله الحمد_ و تبقت أيام قليلة على بدايات عامى الخاص .. 
رمضان الحبيب  .. و كل الشغف الذى يأتى معه .. و يليه بدايات أغسطس .. شهرى الملهم ..
لطالما كان أغسطس شهراً ملهماً بالنسبة لى .. منذ العام 2005 وأنا أجد كل كتاباتى المفضلة عن كل ما أنا شغوفة به تأتى فى أغسطس .. و لا أعرف السر بعد ! :)

اذن .. ماذا سأفعل هذا العام ؟؟
عودة للكتابة ؟؟ ربما .. فى الواقع لا يمكنك أن تعود للكتابة .. كما لا يمكنك أن تذهب عنها .. هى تأتى وقتما تحب لترغمك على تدوينها .. أتذكر قولى لصديق :
 " نفد حبر قلمى الأحمر الذى أفضله فى الكتابة .. ذكّرنى أن أشترى غيره .. برغم أننى إن جائتنى الكتابة لن يمنعها عدم وجود القلم ! " .. اذن أنا سأجلس هنا لأنتظرها .. فقط لتزورنى على غير موعد !

ربما عودة لممارسة الهوايات التى أصبحت لا أستطيع حصرها ..كثيرة .. لكننى أجد بينها رابطاً واحداً و هو الألوان .. 
ألوان الطعام .. ألوان الصور .. ألوان الطبيعة .. قصاصات الورق و الخيوط الملونة .. ألوان .. ألوان .. ألوان .. 
يجذبنى أى شئ يرتبط بالألوان ..

أقول لصديقتى : أريد عملاً ملوناً .. اعبث فيه مع الألوان و نمضى الوقت سوياً :)
تسألنى : و أين ستجدين هذا ؟ .. أؤكد لها : هو سيجدنى ! :)

سيأتى إلىّ ليعطينى فرصة للتعبير عن كل ما تعجز عنه لغتى .. و سيخرج فى أى شكل آخر من أشكال البهجة الملونة .. هناك طريقة مناسبة لإيصال أى مكنون .. عليّ فقط أن أجدها !

منذ أسبوعين أو أقل كنت أحادثها على الهاتف و ذهب بنا الحديث إلى المستقبل .. تطور الأمر إلى التخطيط لمشروع كامل يستلزم بناية من عدة أدوار :D .. أستولى أنا على الدور الأرضى منها لأفتتح مكتبة صغيرة ..
أختار أثاثها و ألوان الطلاء و الأرضية الخشبية التى تشعرنى بالدفء .. أرتب الكتب حسب ألوانها فى تدرج يحاكى قوس القزح .. و أجلس بجوارها طوال النهار .. أشرب الشاى بالنعناع و أقرأ ، ربما أصنع بعض ألبومات الصور ، بينما تسرى موسيقى خافتة فى الأجواء .. و يحدث هذا كل يوم ! :)

أنا لا أريد عملاً يدر مالاً بالمعنى الدارج .. أريد عملاً يشبع حواسى بالشغف .. يجعلنى أستمتع أكثر فأكثر بوجودى الحسّى فى الكون .. و يعطينى سبباً مقنعاً للنهوض فى صباح كل يوم !

بالعام الماضى كنت أسير مع  نفس الصديقة _التى لم تفارقنى من حينها _  و وقع نظرنا على باب صغير .. اكتشفنا أنه يفضى إلى غرفة مزدحمة بالكتب حتى أننا بالكاد خطونا خطوتين عبر الباب .. و بالداخل جلس رجل عجوز على مقعد خشبى ، مستغرقاً بكل حواسه فى قراءة كتاب .. لم يبدُ عليه أنه قد لاحظ وجودنا على الإطلاق .. و وقفنا نحن مبهورين ننظر إلى أكوام الكتب التى لم تكفيها الأرفف فتراصت على الأرض صفوفاً طويلة فى كل مكان .. لم يكن مجرد رجل يبيع الكتب .. كان يعيش معها فى مكان واحد .. يعيش عليها .. وقتها تمنيت أن أكون مكانه و أن يكون لدّى مكان كهذا !

لكننا الآن سنضع المستقبل جانباً و سنكتفى بالتطلع إلى رمضاننا الحبيب .. نرتاح قليلاً و نرمم أرواحنا و نستمد طاقة جديدة لمطاردة الأحلام ..
سأذهب اذن لأضع فانوسى الصغير فى جانب المدونة كعادة كل عام ، و لنردد معاً : اللهم بلّغنا رمضان !