(1)
كنّا مجنونتين بما يكفى لأن نقطع ذاك الطريق الطويل
مشياً تحت المطر .. المطر الذى لم يكن خفيفاً يومها ، لكننا أخذنا القرار معا دون ان
نتحدث فيه .. و لم تطرح احدانا السؤال على الأخرى ..
كأننا قررنا فى لحظة واحدة أننا بحاجة إلى تطهير نفسى ، و
لم نجد فرصة أكثر اكتمالاً من طريق طويل ممتد شبه خال إلا من قطرات المطر و قلّة من
البشر يشبهوننا فى الجنون أو فى رغبة التطهر !
لم نحاول حتى أن نقطعه سريعاً .. كنّا فى أمس الحاجة إلى
أن يتوقف بنا الزمن .. ألا ينتهى الطريق .. و لا المطر .. و لا الشجن الذى كاد
يفتك بنا وسط الضباب الشتوى الحزين ..
لكنّ الشتاء لا يحزننى .. على العكس ، يحمل لى فى قلبه
البهجة .. هو فى قلبى و روحى نذير فرحة قريبة .. كأشعة الشمس التى تتسلل دافئة بعد
المطر .. و رائحة الأرض المرتوية نشوة .. و الألوان التى تشرق فى قوس القزح
لـتنتزع السلطة من اللون الرمادى !
و أنتِ .. منذ ذاك اليوم تخطرين ببالى كل شتاء .. أو كل
مطرٍ بالأدق ..
و كلّما عاد إلى وجهك .. عاد معه ذاك الطريق الرمادى الطويل
، و الريح الباردة الحنونة ، و الأوراق التى نسينا أن نخبأها فى معاطفنا .. فابتلت
و تعرج سطحها بفعل المطر .. و صارت منذ ذاك اليوم تحمل رائحة الشتاء البهيج ! :)
لـعامين أنتظر الشتاء كى تأتينى معه ..
أفكر أحياناً أنه يمكننى ببساطة أن أرفع سماعة الهاتف
لأحادثك .. لأطلب أن نتلاقى حتى .. لكننى خجلة من نفسى .. خجلة من أن حديثنا انقطع .. و أنا التى كنت دوماً أستكمل معك الحديث فى كل لقاء كأنه لم ينقطع قط !
يصعب علىّ أن أهاتفك كالغرباء لأسألك كيف أنتِ ؟! .. و أنا التى
يجب أن أكون الأدرى بكِ !
أعوام من الغياب مرت منذ تفرقنا فى الجامعة .. غياب طويل
الأجل لم أشهده سوى فى أفلام السينما و كنت أتعجب منه ، قبل أن أختبر بنفسى أن
للحياة طرقها الخاصة فى جعل المرء ينشغل طويلاً بفقاعته الخاصة .. و ها أنا الآن .. فتاة عشرينية يجتاحها الحنين لصديقة مراهقتها ..
كل ما أملكه و يصلنى بك ، بضعة متفرقات ، لست أدرى حتى صحة
ارتباطها بكِ حتى الآن .. خط هاتف يراودنى الحنين للإتصال عليه .. بريد قديم لا
يبدو أنك تتفقدينه .. عنوان لا أعرف غيره منذ سنوات و لا أدرى إن كنتِ لا تزالين
تسكنينه أم رحلتِ .. حتى أننى أضعت الطابق .. و لكن ، لا يهم !
سأستنفذ محاولاتى كاملة .. أعلم جيداً أن معجزاتى
الصغيرة لا تأتينى إلا بعدما أستنفذ كل شئ .. جربت الأمر مراراً ! :)) .. و هذا الشتاء يختلف .. أو أنا من تريد له أن يختلف عن شتاءات الغياب التى مضت .. هذا شتاء أود بشدة
أن أستعيدك فيه.
(2)
لى أيام و أنا أصادف أصدقاء قدامى على غير توقع .. أصادف
ذاكرتى إن أردنا الدقة .. ذاكرةٌ تضحك و تمشى على قدمين .. و لا زالت تحمل من تفاصيلى
ما يضمن دفء الحديث .. غير أن الحديث عن الأصدقاء القدامى يأخذنى إليها .. و الشتاء
و المطر يأتيان بها إلىّ .. لكنها الوحيدة التى لم ألتق بها بعد !
(3)
و مؤخراً ، رزقنى الله تجربة استثنائية مماثلة على غير توقع
منى .. عندما يجتمع ليل الشتاء مع رذاذ المطر الخفيف و مثلجات الشوكولاتة ، يصبح الأمر
رائعاً .. و عندما يقترن كل هذا بالصحبة الإستثنائية ، فإن الأمر يتعدى آفاق الروعة و
يصمت عنده الكلام !
إلى صديقتى التى هى من أجمل الأشياء التى أبتدأ بها عامى الجديد .. إلى طاقة الضوء تلك التى اختطفت قلبى من اليوم الأول .. و شاركتنى مغامرتى العفوية فى أكل غزل البنات .. أنا فعلاً أحبك ! ♥ :))
إلى صديقتى التى هى من أجمل الأشياء التى أبتدأ بها عامى الجديد .. إلى طاقة الضوء تلك التى اختطفت قلبى من اليوم الأول .. و شاركتنى مغامرتى العفوية فى أكل غزل البنات .. أنا فعلاً أحبك ! ♥ :))
هناك 4 تعليقات:
أولاً :الكلام هايـــل كالعـادة وبالمناسبـة أنتــى اكتر واحـدة أعرفـها بتحب الشـتا أوى كده ^_^ ...و دى حاجــة بتميّزِك ع فكــرة لأن أنا شخصيـاً الشتـا عنـدى ليـه ذكريـات مش ولابُـد :D
ثانيـاً بقى بخصـوص الصُحبـة الاستثنائيـة أنا متأكـدة أن أنا منهم ♥ وعارفه انِـك بتحبينـى وبتخافـى عليّاوعلى مصلحـتى :)
وبجد فعلا والله بقـول ياريتنـى كُنت عرفتِك من زمـان لأنه أكيــد ده ف مصلحتـى وأكيـد كنت هَـستفاد منِـك كتيــر _زى الفترة القصيــرة جــداً اللى قضيناها مع بعض :)_ لأن أنا كمان بحبــــك ♥
التعليق على البوست دا يختلف جداً والواحد ماسك في إيده مّج نسكافيه , زى مانا عامل كدا ! :D
ملحوظةع الهامش : القشعريرة التي انتابتني بينما أقرأ "سأستنفذ محاولاتى كاملة .. أعلم جيداً أن معجزاتى الصغيرة لا تأتينى إلا بعدما أستنفذ كل شئ " .. للحظة بدا التعبيرُ قادماً من عالمٍ آخر ..
كتاباتك عن الشتاء كثيرة .. وعن المطر أكثر, وتعلمين أني أحملُ تقديراً خاصاً لتلك الأخيرة, لكنك - في كل مرة - تتناولين الموضوع من منظورٍ مختلف , في حين يجمعهاكلها إطارٌ واحد مكوّن من كلمتين : الشتاء والشجن :)
أعجبتني الفقرة الأخيرة بشكلٍ خاص لأنها ما يدفعني لاستكمال الحياة أساساً .. الواحد بيقابل ناس جديدة كل يوم, لو وقفنا أساساً عن أصدقائنا اللي كانوا أكثر من اخواتنا قبل كدا مش هنكمل .. :)
ربما لم أختبر تلك المشكلة على نطاق واسع, كون أصدقاء المراهقة مازالوا متواجدين معي.. لكن الغائبون كُثُر أيضاً :)
رغم انها شبه مكررة, إلا أني أحببت التدوينة كالعادة, وأعجبني صراعك من أجل العودة للكتابة مرة أخرى :)
فلتحظي بشتاءٍ مميز .. :)
انا كمان بعلق وفي ايدي مج النسكافيه :D
بصي من الاخر انا بحقد عليكي عشان مشيتي في يوم تحت المطرة في شارع طويل وفاضي والمطرة مكنتش خفيفة كمان .. نفسي احقق الامنية دي قبل ما اموت :(
احسن حاجة بحبها في كتاباتك يا بت يا دعاء غير اسلوبك طبعا اني بحس ان عندك ذكريات وحنين لحاجات كتير .. بحس ان حياتك ليها معني كدا وانك بتحبيها
وفي النهاية احب اقولك .. ربنا يخليكي لصحبتك :D
عند قراءتى الأولى عجزت تماماً عن التعبير ومازلت عاجزة عن ذلك رغم قراءتى لها للعديد من المرات :) بالفعل انتِ استثنائية مثالية رقيقة :)
إرسال تعليق