الخميس، يناير 01، 2015

عن الشغف بفقدان التوازن .. !


حدثتنى السنة الفائتة كثيراً عن نفسى .. عن رغبتى فى تغيير كل شئ بإستمرار، رغم شغفى الأوحد بالتمسك بالذاكرة .. عن حبى للخطوات الجديدة .. و عن خوفى من الإقتراب من الآخرين .. أنا روحٌ مفردة كما تقول شيماء .. أفضل البقاء على مسافة آمنة من البشر .. و أجد فى صحبة نفسى و توحدى بها اطمئناناً و راحة لا أملّ منهما أبداً .. و ليس صحيحاً أنك تآمن لمن تحب .. أنا أخاف فقط ممن أحب، لأنهم وحدهم يملكون القدرة على إيذائى .. حتى عن دون قصد.

هذة مسافتى الآمنة التى أحيط نفسى بها .. لكنّ الأمان ليس دوماً مرادفاً للشغف .. أنا شغوفة بالمستقبل رغم أننى خائفة منه حد الموت .. و الشغف يجتذبنا فى النهاية حتى وإن كان يحمل لنا الألم .. يحمل لنا المجهول .. نحن لا نقاوم الشغف بالضوء رغم أنه يغشى أبصارنا ويفقدنا توازننا .. لكنّ البقاء طويلاً فى مكان ثابت يجعل المرء يشتهى بعض فقدان التوازن .. يتوق إلى الضوء .. و أتوق أنا أحياناً إلى الإنغماس فى الآخرين حد التوحد معهم ..

فى المرات القليلة التى قمت فيها بذلك، كان الأمر متفرداً لدرجة يصعب علىّ وصفها .. وجدت نفسى أختبر حالات مدهشة من التشبع الروحى .. انغمست بالكامل فى تفاصيلهم الدقيقة حد الوصول إلى السلام التام مع العالم فقط لأنهم موجودون .. و رغم الوجع الذى قد يحدث، إلا أن الأمر يستحق .. أنا الآن أعرف ذلك .. أحياناً أتجرد من الخوف عن ملل .. لكننى أعود فأفقد طاقتى و أشتهى الوحدة.

فى هذا الوقت من العام الماضى كنت أقاوم شغف ما بضوء كاد أن يكون عابراً، لولا أننى لم أتحمل خسارته ..
أنا خائفة .. لكننى على استعداد تام لإقتفاء خطواته إلى نهاية العالم .. فى النهاية يندم المرء على ما لم يفعله .. و أظن أننى قد أندم على البقاء داخل مسافتى الآمنة أكثر من أى شئ آخر.

ليست هناك تعليقات: