الجمعة، أغسطس 31، 2012

خـلـيـط أغـسـطـسـى الـنـكـهـة ! :)


أغسطس العزيز قد حزم حقائبه و اتجه للرحيل .. لكنه ترك لى تفاصيل جديدة مميزة لأحكى عنها .. 
لدى الكثير و الكثير من النصوص غير المكتملة .. و حتى هذا الأمر كنت أود الحديث عنه :)
تتصل صديقتى و تسألنى عمّا أفعله فى هذة الأيام الطويلة الممتدة .. أجيبها أننى قد تفرغت تماماً للقراءة .. 
و للكتابة كذلك .. و هى قد توقعت ذلك على كل حال !
تسألنى ماذا فعلت فى أيام العيد فأرد بتهكم يختلط بالجد : ابتعت وشاحاً ! :D

بالفعل لم أقم بالكثير .. بالكاد رأيت القليل من البشر و أمضيت معظم وقتى فى البيت ..
لكننى قد استمتعت بكل ذرة من هذا الشهر ♥ ، أعدت اكتشاف غرفتى من جديد ، سرحت فى أشعة الشمس المتسللة من الشرفة التى أصبحت أتركها مفتوحة ليلاً و نهاراً لأستمتع بضوء النهار و نسيم الليل البارد و أستيقظ على هواء الفجر النقى ..


هذا الصيف بدأت فى التحول إلى فتاة صباحية المزاج .. بعدما رحلت عنى كل المواعيد الصباحية الباكرة و كل المشاوير للجامعة و لم أبدأ فى مشاوير العمل بعد .. من الواضح أننى أخذت بالنصيحة التى أُسدت إلى و قررت الإستمتاع بتلك الفجوة من الزمن فى حياتى العملية ..

انضبط يومى بمعجزة ما و صرت أستيقظ فى الفجر و أنام قبل منتصف الليل و أحياناً أنام فى التاسعة ! .. أنا التى لم أكن أفعلها أبداً و أنا طفلة .. وقتها اعتدت أن أتوهج ليلاً .. أجلس فى الشرفة قرب الواحدة صباحاً أقرأ روايات رجل المستحيل و أنعم بالليل المنعش و أتحاشى من وقتٍ لآخر يعسوباً اجتذبه الضوء ! 
  
و إلى وقتٍ قريب ، كان كل عالمى يكمن فى الليل .. تحضرنى فيه كل الانفعالات المبهجة و مشاريع القراءة و السفر ، و تأتى معها الكتابة .. و كان وقت الظهيرة بالنسبة لى كسولاً و مملاً !

لا أدرى لماذا وجدت نفسى هذا الصيف أخطو لأضع قدمى الحافية داخل بقعة من الشمس تسللت من الشرفة إلى منتصف الحجرة .. شعاع صغير ملون و مبهج ، وجدتنى أتأمله بشغف شديد ليحضرنى وقتها شعور مفاجئ أننى يفوتنى الكثير من هذا الضوء الدافئ ! .. اعتدت بعدها أن أترك الشرفة مفتوحة طوال اليوم .. و أجلس لأقرأ فى ذلك النور الصباحى المبهج برغم تحذيرات أمى من عدم تناسب الضوء ..
الصيف رائع الجمال حقاً طالما أنك متفرغ تماماً و ليس لديك أى أعمال يجب القيام بها فى الشمس الحارة ! :D


قمت بترتيب الكتب أخيراً بعدما قضيت عاماً كاملاً أبتاع كتباً جديدة و أصفها كيفما أتفق فى أى مكان .. حتى أنه كان هناك عدة صفوف بجوار الوسادة و فوقها ! :D .. عثرت على كتب لا أذكر متى حصلت عليها و لا أذكر امتلاكها من الأساس  .. و قمت بجمع عدة كتب مهداة إلىّ كلها من نفس الشخص و لم أقرأ منها غير واحداً و تصفحت الباقى كعادتى .. سيقتلنى حتماُ ! :D


أفكر أيضاً فى طلاء الغرفة بنفسى ! .. سأصنع فوضى غير محدودة ، أعلم هذا ! :D
لكن لا أظن الأمر سيزداد سوءاً على أى حال .. الطلاء قد أصبح قديماً و بدأ لونه فى الإصفرار المزعج .. كنت أظنه اعتاد أن يكون أبيض اللون فى العام 1995 عند بدايات استقرارنا فى المنزل .. لكن تقول أمى أنه لم يكن أبيضاً قط بل كان كريمى اللون ! ..
ما هو لون الكريمة ؟؟ لماذا يقوم أحدهم بطلاء البيت بلون الكريمة ؟؟ أسئلة تطوف برأسى و لن نجد لها إجابات فى الوقت الحاضر !

تصر أمى أيضاَ على عدم اعجابها به منذ البداية و أن أبى اختاره على عجل بينما كنّا فى السفر .. تؤكد لى أن الرجال لا يفهمون فى الألوان و أنا أومئ برأسى موافقة مع ابتسامة واسعة وسع السماء ذاتها :)))) لأننى كنت منذ وقت قريب أتناوش حول هذا الأمر مع صديق ، و كان جدالاً يثير الغيظ لدرجة جعلتنا نغرق فى الضحك فى نهايته ! .. أنا أضحك الآن بشدة لمجرد تذكر هذا اليوم ! :))))))

لكن أكثر ما يدفعنى إلى هذا القرار المفاجئ _الذى تعده أمى جنوناً لكنها لن تمنعنى على أى حال _ هو أن الطلاء لم يعد يعكس ضوء الشمس كما ينبغى ! .. و أنا أشعر بإحتياج إلى الأبيض .. إلى انعكاسات الضوء المتوهج و المساحات التى يوفرها الأبيض .. أحتاج حائطاً ناصع البياض كى أحدق فيه بينما أكتشف ما أود فعله فى حياتى .. هذا أبسط حقوقى فى الحياة ! :D
أحتاج أيضاً إلى إنجاز عملاً ما بيدىّ .. منذ زمن بعيد لم أقم بعمل يدوى بإستثناء الكتابة و أصبحت كل مفردات حياتى تقبع على اللابتوب .. أظنه قد حان الوقت للإنغماس فى الواقع من جديد !


على كلٍ ، كان هذا الشهر عبارة عن حالة من الاسترخاء اللامتناهى ، و سأضطر إلى إنهائها للأسف لأن سبتمبر يأتينى بإختبار فى أسابيعه الأولى و مشاريع أخرى لاحقة .. لكن الصيف لم ينتهى بعد ، و علىّ فقط أن أجمع الأجزاء مع بعضها ! :)