السبت، ديسمبر 14، 2013

حكايا شتوية لا تنتهى .. ! :)

[12.ديسمبر.2013]
"عارف انى لما بصطبح بيك بعرف إن اليوم هيبقى حلو ؟؟ :)" 
أبرز الأحداث لهذا الشهر .. المطر الغزير بالأمس .. و الدهشة الصباحية بتفردها لهذا اليوم !
.. .. ..

الثامنة مساءاً .. تهبط من العمل لتجد العاصفة بالخارج .. تقف لثانية لتستوعب المشهد .. من ثم تبتسم فى جذل و تبدأ فى السير .. تنظر فى الأضواء المتناثرة حولها فتتبدى لها غزارة القطرات المنهمرة.. بهجة تتساقط من السماء .. البرد يحتضن روحها و يصعد أعلى فأعلى .. و الأرض تحتها غير مستقرة و رأسها تطفو .. كأنها تدور فى رقصة صوفية .. تعود بها الحالة فوراً إلى حالة مشابهة فى الشتاء الماضى .. بالرغم من افتقادها للصحبة هذة المرة .. تتعاقب على ذهنها شتاءات أخرى كثيرة .. 
تجتمع عليها كل المشاعر فلا تعود قادرة على تفكيكها و التعرف على كل منها على حدة، فتترك نفسها للفيض المتشابك .. تتمنى لو طال الطريق .. و تبطئ فى السير بينما ينظر إليها المارة بإندهاش .. تعبر بجوار ثلاثة أشخاص مختبئين من المطر تحت شرفة فتكتم ضحكتها و تواصل السير .. تقترب من المنزل فتقف خارجاً كمن ينهل القطرات الأخيرة من فيض العطاء .. و عندما تصعد أخيراً، تدلف إلى البيت لا تقوى على طى أصابعها .. جسدها تساوى فى الحرارة مع ندف الثلج الرقيق بالخارج .. يرتعب الجمع من مظهر ملابسها المبللة .. تنفض الماء عنها و ترفع رأسها إليهم فتخرج الضحكة من قلبها صافية .. 
تنطق الجملة الأولى بحروف تقطر بهجة: "خدت شوية مطرة زى الفل ! ^_^"
.. .. ..

فى الصباح التالى .. صباح رائق شفيف الزرقة .. و فتاة ذات رداء طويل تمشى بحذر وسط بقايا المطر من الليلة السابقة .. تحاذر الإنزلاق و تراقص نتوءات الأرض المتعرجة .. الهواء البارد يعبث معها فتكتم الضحك كى لا يظنها الناس مجنونة .. و عندما أوشكت على الوصول إلى وجهتها، انحرفت أمامها سيارة أجرة و فٌتح بابها ليخرج منها هو بالذات .. لا يراها من خلف ظهره ..
تقف لتبتسم بكل ما يسعها و تبادره فور الإلتفات: "إيه رأيك فى الإصطباحة دى بقى؟! :))"
.. .. ..

و ليلتها جلست تحكى وتنصت إلى حكايا قديمة .. و بضع أحلام استقرت فى القلب ..  بكت كل الدمع المحتبس منذ أشهر فى دفقة واحدة .. و بعدها نبت لها جناحان و ابتسمت .. كانت تلك جلسة تطهير روحية استمرت قرابة الست ساعات و آتت أٌكلها .. ديسمبر أيها العزيز .. فلـتـطِل أيامك أكـثـر ! :)

الأربعاء، أكتوبر 23، 2013

و هيك بتصير الحكاية .. !


لسنا فى الدنيا سوى عابرى سبيل ..
لكن، يحدث لعابرى السبيل أن يلتقوا .. أن يصنعوا وطناً افتراضياً من أصغر الأماكن التى تجمعهم !
و يحدث أن نقابل أناس فنتعلق بهم، و من ثم يأتى وقت الرحيل ..
و فى المسافة الإفتراضية بين هذا و ذاك، تكمن التجربة .. يكمن عمر بأكمله ..
متعة و وجع يجتمعان فى تعريف كلمةٍ واحدة تسمى الحياة  !

السبت، أغسطس 31، 2013

عن دفقات النور التى تأتى بلا موعد .. !


اكتشفت مؤخراً أن نهايات الشهور تغرينى بالكتابة، و الحكى المطول عن كل شئ .. خاصة تلك الشهور القريبة إلى قلبى، كأغسطس الذى يثبت تفرده كل عام :)

ما فى الأمر أن هناك أوقات أعود فيها للكتابة بشغف كبير .. أدون عدة نصوص بتاريخ ذات اليوم .. و أوقات أخرى ينقطع عنى السحر، و تمضى أسابيع دون حرف واحد .. و لأسفى الشديد، لا يمكننى التحكم فى الأمر ..
هى دفقات من نور أجلس لأنتظرها .. إن حاولت افتعالها تخرج باهتة و ملفقة .. لا يشع منها ضوء .. قد يستثيرها نص مدهش لتأتى .. أو حدث استثنائى معين .. لكنّ الأمر ليس مضموناً بالمرة ..

نفس الأمر الذى يصعد بروحك إلى السماء قد يهوى بها إلى الأرض .. و لم أفهم أبداً كل ذلك الكلام الذى كنت أقرؤه فى سير الكتاب الذاتية عن جلوسهم للكتابة عدة ساعات يومياً بشكل منتظم .. كيف ذلك ؟؟ .. و كيف بالتحديد يجلس المرء ليكتب ؟؟ ..

بالأصل نادراً ما أكتب و أنا جالسة .. طقوس الكتابة خاصتى هى أننى أجد نفسى فى ورطة! .. السطور فى رأسى و الموقف ليس ملائماً بالمرة .. بعض المرات أكون فى منتصف حديث .. و أوقات أخرى خارج البيت بلا أى شئ يمت بصلة للورق، حتى أننى اضطررت ذات مرة لكتابة عدة سطور على منديل مطعم .. و أوقات غيرها أتسابق مع الزمن قفزاً كى أتمكن من فتح الحاسوب قبل أن تطير الكلمات !

غير ذلك لا دور لى فى الأمر .. حتى و إن تفرغت تماماً و جلست أستحضرها، لا فائدة هنالك .. الكتابة ذات مزاج خاص لا يتوافق بالضرورة مع مزاج حضرتى :) .. و وحدها أوقات ذات شجن كنهاية أغسطس تغريها لتأتى !

الثلاثاء، يوليو 30، 2013

بهجة رمضانية :)) .. #1

[21.رمضان.1434هـ]
---------------------------------------
طفلة صغيرة ذات وجه ملائكى مبتهج ، كانت أول ما وقعت عليه عيناى و أنا أدلف إلى ساحة المسجد الصغير فى الليل .. دقيقة الحجم إلى حد مدهش .. تجلس برداء الصلاة المنقوش فى منتصف الدرج المؤدى إلى الطابق العلوى ..
فور أن رأتنى أقترب لأصعد أولى الدرجات ، ابتسمت لى ابتسامة وسع السماء ذاتها ، و مدت يدها الصغيرة فى مصافحة قائلة: "إسـيّـك ؟؟ ^_^" كما خرجت بلسانها الصغير :))

مددت يدى و صافحتها ببهجة تفوق دهشتى بالموقف .. ثم تركتها مجبرة كى أنضم إلى صفوف الصلاة .. ظل قلبى يرفرف إليها و أنا أسمعها تضحك فى خفوت من خلف الصفوف ..
أحياناً تردد: "ربنا ولك الحمد" بعد قيامنا من الركوع .. ذاب قلبى فى التعلق بها .. و هكذا توجب أن تكون فاتحة دعائى فى الليلة الوترية الأولى أن يرزقنى الله ببهجة متجسدة فى صورة طفلة جميلة فى عفويتها ♥

بحثت عنها و الجمع ينصرف بعد الصلاة .. وجدتها مشغولة بأمها .. تقفز فى حضنها ، و تضحك أجمل ضحكة سمعتها فى الكون .. سلمت عليها بقلبى و ذهبت .. و أنا أنزل الدرجات سمعت أمها تحدثها .. اسمها ملك .. و ما كان ليجوز لها أى وصف آخر ♥

الجمعة، مارس 29، 2013

... !


شمس الظهيرة و أذان الجمعة .. يوم جميل يغرى القلب بالتأمل .. استيقظت لأمارس وحدتى التى يفسدها علىّ البشر منذ أيام .. وضعت سلحفاتى _ الوحيدة بدورها _ فى الشرفة وسط الأشعة الدافئة و جلست أراقبها تصحو ببطء لتحتفى بالبهجة و الضوء .. أنا و هى نمارس وحدتنا سوياً .. و نؤنس بعضنا !

الوحدة عندى هى القاعدة .. أنا فى احتياج دائم إليها كى ألملم شتات نفسى .. و الصحبة هى الإستثناء .. و لأنها إستثناء ، لا أقبل إلا بكونها إستثنائية .. 

الرفقة الإعتيادية لا تعنينى فى شئ .. أجدنى أتقوقع فى ذاتى مهما كان المكان مزدحماً .. أنظر إليهم ولا أراهم .. أراقب العالم و كأننى لست جزء منه .. كأنه مجرد جهاز تلفاز أداره أحدهم و تركه مفتوحاً يبث الصخب بلا إنقطاع .. صخب لا يعنينى فى شئ .. و أنا لست هنا .. 

أنا لست هنا !                                          
يحدث كل يوم .. أن أحاول الإكتمال بذاتى .. رغم كل ما ينقص المشهد .. رغم كل من ينقصوا المشهد .. رغم أجزاء الروح التى غادرت وسط متاع بشر رحلوا إلى مدن أخرى .. الحنين يكبر بينما هم ليسوا هنا .. لكن ما الفارق ؟! .. أنا أيضاً لست هنا !

و هنالك طاقة ضوء تزورنى كل يوم .. تطرق بابى لتغرينى بالجنون .. لكننى أكتفى بالتطلع إليها فى صمت .. أخاف إن تلمستها .. إن تركت نفسى أضئ معها .. أن تحذو حذو الجميع و تمضى .. تختفى .. و أنطفئ أنا .. كما يحدث كل مرة ! .. تكفينى الفكرة للحين .. يكفينى أن أتوهج قليلاً بوقع بهجتها على قلبى .. لا أريد أن أستسلم لتمام الإشتعال .. ليس اليوم !

الاثنين، مارس 18، 2013

كم فكرة مرت برأسك منذ الصباح .. ! :)


جميلتى فـاطـمـة أهدتنى هذة الفكرة ذات صباح .. و بالأمس وجدتنى أمام يوم عطلة رائق ، و قررت أن أدون فوضى الأفكار العشوائية العابرة .. التجربة جميلة و أهدتنى قدراً لا بأس به من البهجة .. شـكـراً فـاطـمـة ♥
و الآن لنبدأ فى الحكى .. :)


السبت 16.مارس.2013
11:00 صباحاً
=============================
الصباح هنا ! .. ضوء جميل خافت يتسلل من الشرفة .. شكراً أمى لإغلاقك الضوء بعد نومى .. دبتى الجميلة .. صباح الخير .. نهوض بطئ كى لا نصاب بالدوار .. الوقت قبل الظهيرة بساعة .. لا بأس ..
الماء منعش .. الصابونة عطرة .. أبدو كـ زومبى .. هل رأى أحدكم كوبى ؟؟ .. كوب من الشاى .. اللابتوب .. تصفح سريع .. أفتقد أصدقاء العمل ولا أفتقد العمل نفسه :/ .. ضوء الشرفة خافت و لم أفتح ضوء الغرفة .. أمى ستصيح فى إن رأتنى ! :$

افطار الإجازة الرائق .. أنا فعلاً جائعة :D .. ماذا سنفعل اليوم ؟ .. أين ذهبت شقيقتى ؟؟ .. الملابس مبعثرة .. أتوق إلى إرتداء شئ أحمر .. فيلم الأمس كان رائعاً لكنه أحزننى كثيراً .. صديقتى غاضبة منى لأننى لم أحدثها من فترة .. وشاح حريرى جميل .. سلحفاتى الصغيرة استيقظت .. قدمى تدغدغنى .. حديث قصير .. أنا غير اجتماعية بالمرة هذة الأيام ! .. ابنه عمتى هنا .. ترتدى ألواناً مبهجة .. أخى سيغادر .. أذان العصر ؟؟

شراب تفاح منعش .. مزاجى الآن أفضل .. دبتى تجلس محتضنة روايتى المفضلة لهذا الشهر .. أريد تدوين بعض الذكريات القريبة كى لا تضيع فى الصخب .. لماذا رأسى مزدحم ؟؟ .. أحب هذة المقطوعة الموسيقية .. هل سيتبقى لى وقت للإنفراد بنفسى اليوم؟؟ .. حبيبات الـ M&M'S .. صنعت من الحبيبات الحمراء وردة جميلة :D

أريد استكمال تدوينتى عن الدهشة .. أنا فعلاً أحب الدهشة .. برنامج تعديل الصور الذى أحبه انتهت مرات استخدامه .. أريد تعديل بعض الصور .. اللعنة .. ظهرى يؤلمنى .. ! -_-
علاقتى بالتلفاز تنحصر فى مرورى أمامه كل حين .. مرطب الشفاه الأحمر بطعم الكرز .. كنت أشتهيه بطعم الفراولة .. لدىّ عمل فى الغد -_- .. أشتهى شيئاً مالحاً .. مخلل الخيار بالشطة و الليمون .. متعة خالصة ^_^

الشرفة .. الجارة الفضولية .. و ستائر شرفتها الصفراء التى ركبتها مؤخراً كأننى أنا من أتلصص عليها !

بلغ منى الكسل مبلغه .. متحمسة لأفكار كثيرة فى رأسى .. فقط لن أنهض من مكانى ! .. أنا مرهقة نفسياً .. أريد أن أمشى طويلاً وحدى .. أشتهى هواءاً بارداً يحتضننى .. صديقتى تعدنى بالمجئ هذا الأسبوع إن شاء الرحمن .. يجب أن نأكل غزل البنات سوياً .. وصلنى اليوم نبأ هدية تنتظرنى .. المزيد من شراب التفاح المنعش .. لقد أدمنت هذا الشئ !

مللت من حقيبتى التى أخصصها للعمل .. لكن لا يوجد غيرها يتماشى مع كل الثياب ! .. أريد قلادة ذهبية منقوشة بإسمى .. ثلاث صفحات من رواية مفضلة أعادتنى إلى شجن قديم .. الذاكرة تتابع .. صوت أمى .. طاولة الغداء .. أتناوش مع شقيقتى .. أبى يضحك .. أتذكر الأمس و أضحك .. وضعت سلحفاتى بجوارى على السرير .. أخذت تتسلق البطانية و تدخل فى ثناياها حتى أصيبت بالدفء و سكنت و نامت ^_^

أذان المغرب .. انقطعت الكهرباء .. أشعل شمعتين و أراقب اللهب .. الكشاف يطن لذا لن أضيئه .. استراحة قصيرة فى الظلام .. أنشد السكينة ولا أجدها .. لا شئ هنالك سوى الصخب .. ذبابة مزعجة فعلاً .. و كبيرة !
الصداع يتسلل إلى رأسى .. أريد قهوة .. أحاول ترتيب موعد للقاء صديقتى .. لماذا بقيت اليوم فى البيت ؟؟ .. كنت أريد شراء بعض الأغراض .. تأخر الوقت .. لا زالت الكهرباء مقطوعة .. أحب قلم الحبر الأحمر خاصتى .. الظلام مريح و يشدنى كى أغفو .. هل أغفو ؟؟ .. لا .. لن أغفو .. لــن أغــفـــ...

سطع الضوء فى عينى فجأة .. غفوت لنصف ساعة .. 

الغرفة مبعثرة .. سأرتبها و آخذ حماماً .. شهادة الجامعة التى تسلمتها مؤخراً ترقد على المكتب .. أحب مزهرية الورد تلك لأننى صنعتها بنفسى .. ماذا سأرتدى فى الغد ؟؟ .. لم أكمل قراءة تلك الرواية .. دفاترى العزيزة .. و الدفتر البرتقالى المميز .. البرتقالى مبهج .. يحفزنى على الكتابة .. كوب آخر من الشاى .. إن شربت القهوة سأسهر حتى الفجر .. غداً يوم طويل .. و ذكريات جديدة !

اللابتوب من جديد .. المزيد من المقطوعات الموسيقية .. محادثات كثيرة .. تصفح بعض الصور .. أحب الصور جداً .. الشخصية و غيرها .. هل انتهى اليوم ؟؟ .. هل أنهى الحديث هنا ؟؟ .. كتبت نصف هذة الأفكار على اللابتوب و الباقى فى مفكرتى الحمراء الصغيرة .. سأجلس لترتيبها .. تدوينة جديدة ؟؟ .. ربما اليوم أو غداً .. أحببت التجربة .. سأكررها إن شاء الرحمن .. سأنتهى من الكتابة .. ثم .. حمام دافئ .. و نــــوم !  

الأحد، فبراير 17، 2013

21 .. ! :)

لى أيام و أنا أطارد خيط الحكاية فى محاولة للكتابة .. أسعى إلى إنتصار شخصى على ازدحام الحياة بأن أمارس طقوس كل عام و أكتب فى هذا التاريخ .. لكننى لم أتدارك دهشة الموقف بعد !

بالعام الماضى بدت لى العشرينيات عقداً مدهشاً ، يجب عند الوصول إليه أن أبدأ فى ممارسة كل ما يستحضر لى البهجة .. و أتوقف عن تأجيل الأمور و قتل الأفكار مللاً .. كل تلك الأشياء التى كنت أؤجلها إلى أن أكبر ، يجب أن أبدأ فى القيام بها الآن .. "انتِ الآن كبيرة .. صباح الدهشة يا فتاة !" :)

متى حدث هذا ؟! .. و ما الذى تغير ؟! .. نفضت يدى مؤخراً من هذة الأمور .. و أخذت أحيا طبقاً لقرارى فى العام الحالى ، و الذى ينص على أن أمارس الحياة يوماً بيوم ، مع احتفاظى بالأمل البعيد .. غير أن رسائل السماء لا زالت تصلنى بين طيات الحياة اليومية من حولى .. و قبل أيام كنت أعبث بأوراق روزنامة الحائط التى لا يمسها أحد فى الغالب ، و ذهبت مباشرة إلى الورقة التى تحمل تاريخ مولدى .. فقط لأصادف سطراً يقول لى : "لكل شخص من اسمه نصيب" ... !

يا الله .. لكأنها هديتى من السماء .. بشارتى بنصيبى فى الدعاء الذى يُرفع إلى السماء فلا يرده الكريم .. و لا أملك إلا أن أردد : الحمد لله رب العالمين .. حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه 

أمّا الشئ الأجمل فى هذا العام كونى لا أجد لدى إحساس الرغبة فى بداية جديدة .. ذاك الإحساس الذى اعتدت أن ينتابنى فى مواسم عديدة ، لم يقم بزيارتى اليوم .. هذا العام أنا أحب موقعى من الحياة و لله الحمد .. لا أريد بدايات جديدة .. أريد فقط أن أكمل ما بدأت .. عالمى الذى بدأت معه الرحلة منذ أعوام ، يضج الآن بالحكايات .. و يعجبنى .. يعجبنى جداً !

و فبراير هذا العام يزدحم بالبهجة المرتقبة .. حفلتين حميمتين مع الأصدقاء بإذن الرحمن ، كلاهما من أجلى :) .. واحدة فى البيت و أخرى فى المدينة التى تقبع بها جامعتى .. و مشاريع صور كثيرة كثيرة و أفكار ابتكرناها أثناء الحديث .. و حفلة تخرج فى الجامعة التى قررت أخيراً أن تمنحنا آخر ما تدين به لدفعتنا المجيدة و تتخلص منّا إلى الأبد :D .. و يأتى كل هذا على خلفية عملى الذى أحبه مهما تذمرت !

العام جميل بحمد الله .. و الأصدقاء أجمل .. كلٌ يتفتح فى شرنقته على مهل .. و الشكر موصول للقلوب الطيبة التى باتت تنتظرنى كى أكتب .. أنتم مكاسب العام الجديد ! :)

السبت، يناير 26، 2013

محاولات لتوثيق الصخب .. !


 يحدث أحياناً بين أيامى المزدحمة أن تأتينى لحظة ما أنفصل فيها عن الصخب من حولى .. تتجانس الأصوات فجأة لتستكين إلى خلفية المشهد المزدحم بالتفاصيل .. و أنظر حولى فى محاولة لتسجيل الإحساس بذهنى .. مدركة أننى سأجلس لأتذكره يوماً ما .. قريباً كان أم بعيداً .. ما يهمنى فى الأمر هو إدراكى التام لكون هذة اللحظة ستعيش معى زمناً طويلاً !

أحاول تسجيلها بكامل تفاصيلها .. المكان .. الأشخاص .. الأضواء .. الزوايا .. و حتى الإيقاعات العشوائية للصخب ! .. لحظات كهذة تعود فتتعاقب على الذاكرة .. فى مرورها المتواصل تبدو أشبه بشريط حياة .. و تدهشنى وقتها قدرتى على الإحتفاظ بالتفاصيل .. كنت أظنها أمراً اعتيادياً إلى أن لاحظت انبهار البعض بتذكرى لتفاصيل صغيرة مر عليها زمن .. و إلى أن بدأت أنا نفسى فى الإنبهار بكم التفاصيل التى ما عاد فى استطاعتى أن أحصيها !

هى تفاصيل صغيرة مدهشة لن تلاحظها إن لم تعطها انتباهك الكامل .. و تجلس مع نفسك طويلاً فى محاولات لتدوينها و الحفاظ عليها .. و محاولات أخرى لفهم كيف يتسع لها عقلك .. و كيف يتحمل قلبك فيض المشاعر الذى يسببه تعاقبها على الذاكرة ذات مساء لم تتوقع منه أن يحمل إليك كل ذاك القدر من الشجن !

السبت، يناير 12، 2013

عن شـجـن الشتاء و الذكريات المتقاطعة .. ! ♥

(1)

كنّا مجنونتين بما يكفى لأن نقطع ذاك الطريق الطويل مشياً تحت المطر .. المطر الذى لم يكن خفيفاً يومها ، لكننا أخذنا القرار معا دون ان نتحدث فيه .. و لم تطرح احدانا السؤال على الأخرى ..
كأننا قررنا فى لحظة واحدة أننا بحاجة إلى تطهير نفسى ، و لم نجد فرصة أكثر اكتمالاً من طريق طويل ممتد شبه خال إلا من قطرات المطر و قلّة من البشر يشبهوننا فى الجنون أو فى رغبة التطهر !

لم نحاول حتى أن نقطعه سريعاً .. كنّا فى أمس الحاجة إلى أن يتوقف بنا الزمن .. ألا ينتهى الطريق .. و لا المطر .. و لا الشجن الذى كاد يفتك بنا وسط الضباب الشتوى الحزين ..

لكنّ الشتاء لا يحزننى .. على العكس ، يحمل لى فى قلبه البهجة .. هو فى قلبى و روحى نذير فرحة قريبة .. كأشعة الشمس التى تتسلل دافئة بعد المطر .. و رائحة الأرض المرتوية نشوة .. و الألوان التى تشرق فى قوس القزح لـتنتزع السلطة من اللون الرمادى !

و أنتِ .. منذ ذاك اليوم تخطرين ببالى كل شتاء .. أو كل مطرٍ بالأدق ..
و كلّما عاد إلى وجهك .. عاد معه ذاك الطريق الرمادى الطويل ، و الريح الباردة الحنونة ، و الأوراق التى نسينا أن نخبأها فى معاطفنا .. فابتلت و تعرج سطحها بفعل المطر .. و صارت منذ ذاك اليوم تحمل رائحة الشتاء البهيج ! :)

لـعامين أنتظر الشتاء كى تأتينى معه ..
أفكر أحياناً أنه يمكننى ببساطة أن أرفع سماعة الهاتف لأحادثك .. لأطلب أن نتلاقى حتى .. لكننى خجلة من نفسى .. خجلة من أن حديثنا انقطع .. و أنا التى كنت دوماً أستكمل معك الحديث فى كل لقاء كأنه لم ينقطع قط !
يصعب علىّ أن أهاتفك كالغرباء لأسألك كيف أنتِ ؟! .. و أنا التى يجب أن أكون الأدرى بكِ !

أعوام من الغياب مرت منذ تفرقنا فى الجامعة .. غياب طويل الأجل لم أشهده سوى فى أفلام السينما و كنت أتعجب منه ، قبل أن أختبر بنفسى أن للحياة طرقها الخاصة فى جعل المرء ينشغل طويلاً بفقاعته الخاصة .. و ها أنا الآن .. فتاة عشرينية يجتاحها الحنين لصديقة مراهقتها ..

كل ما أملكه و يصلنى بك ، بضعة متفرقات ، لست أدرى حتى صحة ارتباطها بكِ حتى الآن .. خط هاتف يراودنى الحنين للإتصال عليه .. بريد قديم لا يبدو أنك تتفقدينه .. عنوان لا أعرف غيره منذ سنوات و لا أدرى إن كنتِ لا تزالين تسكنينه أم رحلتِ .. حتى أننى أضعت الطابق .. و لكن ، لا يهم !
سأستنفذ محاولاتى كاملة .. أعلم جيداً أن معجزاتى الصغيرة لا تأتينى إلا بعدما أستنفذ كل شئ .. جربت الأمر مراراً ! :)) .. و هذا الشتاء يختلف .. أو أنا من تريد له أن يختلف عن شتاءات الغياب التى مضت .. هذا شتاء أود بشدة أن أستعيدك فيه.

(2)

لى أيام و أنا أصادف أصدقاء قدامى على غير توقع .. أصادف ذاكرتى إن أردنا الدقة .. ذاكرةٌ تضحك و تمشى على قدمين .. و لا زالت تحمل من تفاصيلى ما يضمن دفء الحديث .. غير أن الحديث عن الأصدقاء القدامى يأخذنى إليها .. و الشتاء و المطر يأتيان بها إلىّ .. لكنها الوحيدة التى لم ألتق بها بعد !

(3)

و مؤخراً ، رزقنى الله تجربة استثنائية مماثلة على غير توقع منى .. عندما يجتمع ليل الشتاء مع رذاذ المطر الخفيف و مثلجات الشوكولاتة ، يصبح الأمر رائعاً .. و عندما يقترن كل هذا بالصحبة الإستثنائية  ، فإن الأمر يتعدى آفاق الروعة و يصمت عنده الكلام !
إلى صديقتى التى هى من أجمل الأشياء التى أبتدأ بها عامى الجديد .. إلى طاقة الضوء تلك التى اختطفت قلبى من اليوم الأول .. و شاركتنى مغامرتى العفوية فى أكل غزل البنات .. أنا فعلاً أحبك  :))