السبت، أكتوبر 30، 2010

أرجـوحـه ... !


فى صغرى لم يكن التفاهم سهلا بينى و بين الأرجوحه ... كان ظنى الدائم بها أنها تتآمر على لتوقعنى ... 

لم يستطع أحد أن يقنعنى بركوبها أبدا ... أذكر صديقا لأبى حاول ذلك ... حملنى و وضعنى عليها و هى ساكنه ...
ثم لمسها لتهتز قليلا ... لم أبك ... بل وجدت حلا أكثر عصريه ... ركلته فى بطنه ركله جعلت الهواء يخرج من فمه و جعلته يحجم عن اعاده المحاوله ...
و نزلت من فوقها مسرعه ... لم أقترب منها ثانيه ... إلى أن كان ذلك اليوم ...

اليوم الذى رأيت فيه ياسمين ...

رأيتها أول مره على الأرجوحه ... لم تكن تتأرجح ... كانت تطير بالأرجوحه و خصلات شعرها الثائره المائله للحمره تتناثر حول وجهها ...
اقتربت من الأرجوحه و وقفت أنظر اليها فى انبهار ...

لاحظت نظراتى فأبطأت الأرجوحه و ابتسمت لى و دعتنى للركوب معها...
_ تيجى تركبى معايا ؟
_ بس أنا ... أنا مبحبهاش !
_ حد مبيحبش يطير ؟! ... تعالى !

لا أدرى كيف طاوعتها ... لا أدرى متى وجدتنى بجانبها على الأرجوحه ... كنت مشغوله بتأملها أكثر من انشغالى بالتأرجح ... كانت سنواتها العشر تنتصب امامى على الأرجوحه غير مباليه و بابتسامه عابثه أمام سنواتى الثمان المنكمشه فى ركن الأرجوحه...

لا أذكر الى أى ارتفاع وصلنا ... لكننا كنا نطير سويا ... و كنت أركز عينىّ عليها و لا أرى ما حولنا ...
كانت سعاده أبى لا توصف حين وجد أخيرا من يقنعنى بركوب الأرجوحه ... 

يومها تركنى أتأرجح مع ياسمين كما أشاء ... تأرجحنا كثيرا جدا ... و قاربت الشمس أن تغرب ...
 
تحدثنا كثيرا كذلك ... كان اسمها ياسمين ... و كان عمرها عشر سنوات ... و كانت تحب الأرجوحه...
و كنت قد وقعت فى غرامها ...

ذهبت ياسمين مع أمها حين غربت الشمس ... تركتنى على الأرجوحه ألوح لها ...
لا زلت أذكر خصلات شعرها المائله للحمره و هى تتناثر مودعه فى لفتتها الأخيره لى أمام قرص الشمس الأحمر الملتهب الغائص فى الأفق :)

ذهبت ياسمين على وعد باللقاء ... لكننا لم نلتق من يومها ...

ياسمين لا زالت تعيش بداخلى ... منذ ذلك اليوم و أنا أعشق أى أرجوحه ...
أعشق الطيران عاليا كما كانت تفعل ... أطير بالأرجوحه عاليا جدا ... لنقابل طيف ياسمين سويا بين السحاب ...
من وقتها و كل من يرانى يتعجب من جرأتى ... و يمازحنى بكلمات من طراز ( الله يرحم )
و لا زال صديق أبى يذكر لى تلك الركله ...

و كل من يخبرنى أنه لا يحب الأرجوحه أرد عليه بكلماتها :
حد مبيحبش يطير ؟!

تغيرت تماما ... لم أعد أتمسك كثيرا بالأرض و لا عدت أفضل الثبات ... أصبحت أعشق الطيران !

كان منير يتسائل ... ليه الصبايا ليه ؟ أجمل حكايه ليه ؟
أنا أقول ... ربما لأنهن يحملن قدرا من السحر ... ينثرنه دون قصد
لكنه يصنع حيوات بشر !

هناك 10 تعليقات:

Dalia يقول...

WoW !
تحفة.. الظاهر السؤال بيبعث نفس المشاعر عند كل المدونين اللي اسمهم بيبتدي بحرف الدال :D

دعاء على يقول...

فى الأول مكانش عندى فكره خالص عن موضوع التدوينه
بس كلمه صبايا رجعتنى بالسنين لورا :)
مبسوطه انها عجبتك
نورتى :)

عمرو يقول...

جميل جدا جدا :)

أهي هى دي دعاء اللي أنا أعرفها ! :)

أبدعتي والله بجد ...,الظاهر اللمبة كانت نيون المرة دي ما شاء الله ! ;) :D


علشان لما أقولك تشتركي في أى حملة تانية تبقي تسمعي الكلام ! :D :D

دعاء على يقول...

شكرا جدا جدا :))
هو يظهر الفولت كان عالى حبتين D :D :D:
و الله أنا بسمع كلامك علطول :)
مــــنــــور :)

mo5tar يقول...

روعة روعة

احساس راقى :)

استمرى يا بونية

ويارب تقابلى ياسمين يوماً ما !

دعاء على يقول...

:)

حاضر هستمر ان شاء الله :)

ما هو اللى يزعل بقى انى ممكن أقابلها و مش نعرف بعض :(

romansy يقول...

بهديكم بوكيه من الورورد على أنغام أحلى عود ودايما العيد عليكم يعود كل سنة وانتم دايما بخير

عيد سعيد على كل الناس الطيبين

دعاء على يقول...

كل سنه و انت طيب و عيد سعيد عليك يا رب :)
نــورت :)

ISlam Fawzi يقول...

حلووووه اووى يا دعاء ,, طلعتى بتعرفى تكتبى بجد ^_^

دعـاء عـلى يقول...

ده انت كنت شاكك فى قدراتى بقى ! :D
ماشى ماشى :D

نــورت المدونة ^_^