السبت، أغسطس 23، 2014

فلسفة إطالة الوقت .. !


[28.رمضان.1435هـ]
---------------------------------------
ما حدث بإختصار هو أننى انقطعت تماماً عن العمل لمدة شهر .. حاولت الإنفصال عن الشئ الذى ترسخ فى عقلى مؤخراً أنه الأكثر تأثيراً بالسلب على روحى، و تعطيلاً لى عما أود القيام به .. تعمدت أيضاً أن يكون هذا الشهر يوافق شهر رمضان الكريم، لما يمثله هذا الوقت من بداية جديدة فى كل عام، و محاولة دورية للملمة الشتات ..
و اليوم على مشارف نهايات الشهر الكريم و نهايات عطلتى المستقطعة، أجلس لأكتب عن التجربة ..

كانت توقعاتى لهذا الشهر مرتفعة.. و كنت اخبر نفسى كل يوم أن اكف عن التوقعات، لأنها لا تأتى بشئ سوى الإحباط .. من بين السنوات التى عشتها، الأيام الأجمل فيها لم تكن عن توقع .. بل كانت هدايا خالصة من السماء، لا أدرى حتى اليوم كيف اجتمعت و تشكلت ..

يمكنك أن تفكر فى رغبتك أن تكون سعيداً .. يمكنك أن تخطط حياتك و تقوم بكل الأمور التى تظن أنها تجلب لك السعادة .. كل هذا هو سعيك انت نحو الأمر .. لكن حقيقة الإحساس و صفاءه، و تلك البهجة المضيئة التى ترفعك عن الأرض فتطفو هى أمور خالصة من الله .. يهديها لك بإرادته و تفرد ربوبيته .. لا يمكنك أن تصنعها .. لا يمكنك أن تخططها أو تتوقعها .. انت فقط تأمل فيها ..

و أنا كنت آمل فى الكثير كعادتى منذ زمن .. لى سنوات و أنا احاول الوصول إلى الحياة المتناغمة مع كل شئ فى الكون .. إلى النفس المطمئنة التى لا ترى أى سبب للحزن فى الدنيا لأنها دنيا كما سماها الله .. ابحث عن الراحة المطلقة و ادرك أنها لا تُدرك إلا عند باب الجنة، لكننى أحاول، و أسعى وراء القليل منها فى كل يوم ..

الشئ الأهم من بين كل ما تعلمته أن الوقت لا يقدم لك أى شئ إذا لم تقم بفعل كل شئ بنفسك .. بدايةً من إيجاد الوقت للقيام بما ترغب فيه فى أكثر الأيام صخباً و ازدحاماً ..

أعلم أننى فى الأصل تكمن سعادتى فى الأيام المزدحمة.. لكننى أود دائماً أن تكون مزدحمة بما ارغب، لا بما اكره أو يُفرض علىّ .. و عندما حاولت الإبتعاد تماماً عن الصخب، كان امامى كل الوقت، لكنى لم أقم بكل شئٍ كنت افكر فيه .. كان الملل يدركنى احياناً، و الوقت يبدو لا طائل منه ..

ما يجب أن يحدث حقاً هو أن آخذ الأشياء ببساطة .. حان الوقت لكى اكف عن التحجج بانشغالى و ضيق الوقت .. يجب أن اضع أولويات كى أجد الوقت لكل شئٍ يراودنى .. لا وقت هنالك كى يضيع فى المماطلة .. الوقت خُلق كى يُستغل .. و حتى إن قمنا احيانا ً بإضاعته عن قصد، يكفى أن نُبقى على التحكم فيه ولا ندعه يتحكم فينا ..

لى سنوات وأنا أقرأ بشكل رهيب، و لى مزاجى الخاص فى الأمر .. تجذبنى النصوص فى كل مكان و ليس فقط فى الكتب .. اتابع الكثير من الحيوات، و اجمع الخبرات من كل مكان، لكننى غالباً لا أستخدمها .. هناك الكثير و الكثير مما اود تطبيقه و حتى الآن لم أنجز منه سوى القليل ..

اللهم إنّى أعوذ بك من علمٍ لا ينفع ..
"العلم الذى لا يتحول إلى عمل، هو علم لا ينفع" (أحمد الشقيرى ~ خواطر 10)

أقول لنفسى ضعى ساعة فى كل يوم قومى فيها بشئٍ جديد، أو انتهى من أحد الأشياء التى تودين فعلها منذ قرون .. تلك الأشياء التى تتراص فى طابور الإنتظار، و تأخذ فى التزايد إلى أن تسقط فى هاوية النسيان .. فقط المداومة هى السر هنا .. فقط الشغف هو ما يحركك ..

الفكرة تكمن فى صنع واقع نتوق إليه و الإستمتاع فى كل يوم خلال التجربة .. ربما السر يكمن فى الرحلة و ليس فى الوجهة .. ربما ليست هناك وجهة على الإطلاق، و ما من نقطة نهاية أو وصول .. فى كل يوم هناك جزء يُضاف إلى الصورة، و تزداد بهجتها كلما كبرت .. لا اعتقد انه سيأتى اليوم الذى أنتهى فيه من فعل كل شئ .. بل قد يدركنى الأجل و أنا لا زلت أمتلك قائمة طويلة من الأشياء التى لم تنجز .. لكننى على الاقل سأكون قد حاولت .. هذه بنظرى هى الحياة عن شغف 

أما هذة فهى الخلاصة .. و إنه لمن الجميل أن يخرج المرء من تجاربه بخلاصة .. هذا يعنى أن الوقت لم ينتهى بلا شئ .. و هناك المزيد دوماً .. لكنّ الأمور تتكشف شيئاً فشيئاً :)

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

" فقط المُداومة هىَ السرّ هنا :) .. فقط الشغَـف هوَ ما يحركك ^_^ "